طفل ضحية الإدمان.. أب يبيع ابنه لتاجر مخدرات وعشيقته في كرداسة
تحولت شوارع كرداسة إلى مسرح لمأساة تقشعر لها الأبدان، بعدما عُثر على حقيبة بلاستيكية تُلقى على قارعة الطريق، لتُفاجئ الأجهزة الأمنية والأهالي بجثة طفل صغير داخلها، جسد غادرته الروح بعدما دفع ثمن خيانة والده وإدمانه.
البداية كانت ببلاغ تلقته قوات الشرطة يفيد بالعثور على الحقيبة المجهولة، ليكتشف رجال المباحث أن وراء الجريمة مسجل خطر وشريكته. لكن الصدمة لم تكن في القاتلين وحدهما، بل في الأب الذي سلّم فلذة كبده لهما مقابل جرعة من مخدر الآيس، تاركًا ابنه يوسف الصغير كرهينة لعالم لا يعرف الرحمة.
التحقيقات كشفت أن الطفل بكى بحرقة وهو يبحث عن والده، فما كان من القاتل إلا أن انهال عليه بالضرب حتى فارق الحياة، قبل أن يتخلص هو وعشيقته من جثته وكأنها عبء ثقيل.
الأب، الذي يفترض أن يكون حصنًا وسندًا، لم يتردد في الاعتراف بما فعله، مبررًا أن يوسف لم يكن مقيدًا في الأوراق الرسمية لأنه ثمرة زواج عرفي. كلمات أظهرت حجم الانحدار الذي دفعه الإدمان ليتحول من أب إلى خائن لدم طفله.
القضية التي تتولى النيابة العامة التحقيق فيها، لم تعد مجرد جريمة قتل، بل جرس إنذار لمجتمع كامل حول كيف يمكن للمخدرات أن تسلب العقل والرحمة والضمير، وتحول أقرب الناس إلى أعدى الأعداء.