السوشيال ميديا بين وعي يبني وضجيج يهدم BDF
بقلم: مني الحديدي
لم يعد بإمكاننا تخيل حياتنا اليومية دون مواقع التواصل الاجتماعي فهي لم تعد مجرد وسيلة ترفيه أو تضييع وقت بل أصبحت مساحة يتقاطع فيها الخبر مع الرأي والمعلومة مع الشائعة والدعم الإنساني مع التنمر الإلكتروني إنها العالم الموازي الذي يسكن في هواتفنا ويؤثر في عقولنا وقراراتنا بشكل لم يشهده أي جيل سابق.
لقد غيرت السوشيال ميديا مفهوم التواصل بين البشر بضغطة زر يمكننا الوصول إلى الأصدقاء في مختلف القارات ومتابعة الأحداث العاجلة لحظة وقوعها والمشاركة في مبادرات مجتمعية وإنسانية تصل آثارها إلى أبعد مكان
بل إنها تحولت إلى منصة اقتصادية كبرى فتحت الباب أمام ملايين الشباب لتأسيس مشروعاتهم الخاصة أو تحقيق دخل عبر التجارة الإلكترونية وصناعة المحتوى.
ولكن هناك وجه آخر لا يقل حضورا
فالإفراط في استخدامها يسرق من وقتنا وجهدنا ويقلل من تفاعلنا الإنساني الحقيقي فضلًا عن دورها في نشر الأخبار الكاذبة التي قد تثير بلبلة أو تهدد استقرار مجتمع بأكمله كما أن صور الحياة المثالية التي تعرض يوميا تدفع الكثيرين وخصوصا الشباب منهم إلى مقارنات مرهقة نفسيا ما يرفع معدلات القلق والاكتئاب.
ولعل أمثلة الترندات الأخيرة خير شاهد على هذا التناقض فمرة نجد أنفسنا أمام حملة إنسانية تهدف لمساعدة مريض أو دعم قضية عادلة ومرة أخرى أمام موجة من التنمر أو الشائعات التي تفتك بسمعة أشخاص أبرياء في ساعات معدودة.
هنا يبرز السؤال الأهم
كيف نحسن استخدام هذه الأداة القوية؟
الحقيقة نحن نحتاج الي وعي
وثقافة تعلمنا كيف نميز بين الخبر والشائعة وكيف نحدد أوقاتا لاستخدامها دون أن تتحكم فينا وكيف نختار المحتوى الذي يغذي عقولنا ويضيف إلى حياتنا.
في النهاية ستظل السوشيال ميديا واقعًا لا مفر منه لكنها تظل في أيدينا إما وسيلة للبناء أو أداة للهدم والقرار دوما يبدأ من طريقة تعاملنا نحن معها.
