الصديق قبل الطريق BDF
بقلم: حسين الحانوتي
الصديق وطن صغير وأخ أخر ونعمة عظيمة لن يشعر بها الا من يملكها و معظم الناس يدخلون ويخرجون من حياتنا لكن أصدقائنا الحقيقيين هم من يمتلكون موضع ثابت في قلوبنا
فأجمل ما في الحياة صديق يقرئك دون حروف ويفهمك دون كلام ويحبك دون مقابل
فالأصدقاء هم الوثاق المتين في السراء والضراء فالصديق أخ و سند وقت الشدة ووقت الضيق هو رفيق الدرب الذي لا يستغني عنه هو الوفاء الحقيقي الذي يأخذ بأيدينا إلى صحيح الرأي هو ذلك الشخص الذي يضيء لنا ظلمة المواقف ويضفي البهجة على القلب والروح و إذا أخطنا في اختيار الصديق الوفي والحقيقي والنادر وجوده فهي الطامه حتما لانعكاس ذلك على سلوكنا وأخلاقنا وحياتنا بالعموم فقد نكتسب منه بعض الصفات السيئة مثل النفاق والكذب والظلم والرياء وهذا سيبعدنا عن تربيتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها
و الصداقة لها آثار إيجابية على الفرد قبل المجتمع فهي تزيد الألفة والمحبة والتعاون ولا يشعر الفرد أنه وحيد فتجده يتفاعل مع ظروف الآخرين حزنا وفرحا مما يحقق روح السعادة لكن للصداقة شروط تجعلها مهمة للغاية مثل الصدق والاحترام والدعم و من صفات الصديق الحقيقي أن يكون داعما حقيقيا وهذا ما يجعل الصداقة كنزا لا يفنى أبدا
قرائي الاعزاء الصداقة بحر من بحور الحياة العميقة و كنز من كنوز الدنيا إذا اخلصناها امتلكنا كل شيء فهي علاقة بين شخصين أو أكثر تقوم على الحب والمودة والاحترام لأن الصديق بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك بل ولدته لك المواقف و الظروف والأيام فلقد قيل قديما اختر الصديق قبل الطريق
هي بمثابة السراج الذي ينير لنا عتمة الظروف ويجعلها واضحة ممهدة فنختار الاصح فوجود الصديق الوفي المخلص الذكي ليس نوعا من الترف بل هو شيء أساسي في حياة الأفراد صغارا كانوا أم كبار فالصديق هو حافظ السر ساتر العيب الناصح لي ملتمس العذر
و الصديق مرآة صديقه و إذا اخبرتني من تصاحب أخبرتك من أنت وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى تأثير الصديق على صديقه فأنت تقلد صديقك في طريقة كلامه ومشيته وحديثه ولباسه وأخلاقه وعلمه وأدبه ودينه وتعاملاته لذا عليك التريث كثيرا عند اختيارك للصديق والبحث عن صديق قريب من سنك وصفاتك يشبهك في الأخلاق طيب السمعة بار بوالديه وأهله محبا للخير قريبا وغريبا فأهمية الصديق وجوده معك في السراء والضراء يقبل عذرك يرشدك إلى طريق الخير والصلاح يحثك على طاعة الله والقيام بواجباتك الدينيّة فتشعر بالسعادة والراحة النفسية معه لأنه داعم لك ومهتم بك يسرع لمساعدتك إذا احتجته لذلك فالصديق المثقف سينقل العدوى لصديقه والصديق المهمل اللامبالي المتكاسل سينقل ايضا عدوي تلك الصفات لمن يصادقه
و لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلْينظرْ أحدكم من يخالل
في النهايه روحان في جسدين بالرغم من كل الظروف هي بحر النجاة والصدق هي طاقة لا يمكن للإنسان العيش من غيرها هي كلمة تحمل معاني كثيرة لا يمكن التعبير عنها والصديق ليس من يظل معك وانت في نعمه ولكن من يظل سندك وانت في محنه وقليلا ماهم ممن عايشنا وصدمنا منهم بعد مواقفنا المشرفه لهم بعدما لفظهم اهلم وذويهم
الصداقه الحقيقيه نعمة من الله والوجه الآخر للحياة
فاللهم صحبة في حياتنا كصحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق واللهم ارزقنا صاحب كأبو بكر ينصرنا اذا احتجنا نصرة ويسندنا إذا ملنا ويصدقنا إذا كذبنا الناس ويفهمنا عندما تعجز ألستنا عن الكلام ويشعر بقلوبنا دون أن ننطق ويحزن لحزننا ويحمل همنا على عاتقه
