recent
أخبار ساخنة

الجد والجدة كنوز الحكمة المنسية وجواهر خفية في بيوتا العصرية BDF

 

البلاغة العربية تاريخ وتطور BDF

الجد والجدة كنوز الحكمة المنسية وجواهر خفية في بيوتا العصرية BDF


بقلم مني الحديدي


في زحمة الحياة العصرية وضغوطها المتسارعة كثيرا


مانغفل عن وجود كنوز حقيقية بيننا كنوز لا تشترى بالمال ولا تقاس بالزمن


 إنهم الأجداد والجدات


فوجود الجد والجدة في أي بيت ليس مجرد حضور جسدي بل هو دفء روح وحكايات ممتدة وذاكرة تحفظ تاريخ العائلة جيلا بعد جيل.


كان الجد والجدة قديما العمود الفقري للعائلة منهما نستمد القيم والعادات الأصيلة وعلى ألسنتهما تروى القصص التي تشكل وجدان الأطفال وتغرس فيهم معاني الصبر والرحمة والمحبة  والتقدير في ليالي الشتاء كانت الحكايات تدفئ قلوب الصغار وتصبح لحظات لا تُنسى تُرافقهم العمر كله.


كان الأحفاد يجدون في أحضان الجد والجدة نوعا خاصا من الأمان والطمأنينة والدفء حنانا مختلفا عن حنان الأب والأم


 حنانا صافيا خاليا من الانشغال والتوتر وجودهم  يخفف الضغوط عن الوالدين ويصنع للأطفال ذاكرة جميلة مليئة بالحب والمودة.


اليوم ومع انشغال الأجيال الجديدة بأعباء العمل والدراسة والتكنولوجيا الحديثة في كل شئ  تضاءلت مساحة اللقاء مع الأجداد. أصبحنا نكتفي بزيارات سريعة في المناسبات وربما مكالمة عابرة بين الحين والآخر وكأننا نسينا أن فقدانهم يعني فقدان جسر يصلنا بماضينا وهويتنا.


الأجداد ليسوا مجرد كبار في السن بل هم مخازن خبرة وتجارب دروس عاشوها ومرّوا بها يمكن أن توفر على الأجيال القادمة الكثير من الأخطاء هم مرآة صافية تذكرنا بأننا امتداد لتاريخ طويل وأن جذورنا ضاربة في أرض الحياة.


الوفاء لهم لا يحتاج الكثير جلسة أسبوعية أو مجرد الاستماع لحكاية قديمة أو إشراكهم في تفاصيل بسيطة من يومنا تسجيل قصصهم الاحتفاظ بصورهم والاعتراف بدورهم هو أقل ما نقدمه لهم


الجد والجدة ليسا فقط أفراد مسنين ينتظرون رعاية  بل هما ذاكرة بيتنا وكنزنا الذي لا يعوض إن أحسنا التمسك بهما سنحفظ لأنفسنا جذورًا قوية ونمنح أبناءنا ميراثا من القيم والدفء الإنساني


رحم الله من مات منهم

وبارك في عمر من هم علي قيد الحياة.


google-playkhamsatmostaqltradent