جامعة دمياط تحتضن حوارًا فكريًا بكلية الحقوق لبناء وعي الشباب وترسيخ الفكر المستنير
كتب – أ.د. السيد الشربيني
احتضنت كلية الحقوق بجامعة دمياط لقاءً حواريًا متميزًا جمع بين الفكر والدين والعلم، تحت عنوان *نشر الفكر الوسطي المعتدل*، بمشاركة رموز أكاديمية ودينية بارزة، وحضور طلابي واسع يؤكد تعطش الشباب للحوار الواعي والبناء.
وأكد الدكتور حمدان ربيع، رئيس جامعة دمياط، أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الفكرية التي تُسهم في بناء وعي الطلاب وتحصينهم من الأفكار المتطرفة، تنفيذًا لتوجيهات الدولة المصرية في تعزيز الفكر المستنير ونشر ثقافة الحوار بين الشباب، بما يعزز روح الانتماء الوطني ويدعم الهوية المصرية المتسامحة.
وفي هذا الإطار، استضافت كلية الحقوق فضيلة الشيخ محمد طه أبو الوفا، مدير عام الوعظ والإعلام الديني بدمياط، في ندوة حوارية نظمتها *أسرة طلاب من أجل مصر*، تحت إشراف قطاع الأنشطة الطلابية بجامعة دمياط، بحضور الأستاذ الدكتور محمد عماشة نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور سمير الجمال عميد كلية الحقوق، والأستاذ الدكتور محمد عبد المقصود وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.
الندوة التي أدارَتها الأستاذة الدكتورة آية موافي، أستاذ القانون بكلية الحقوق ورائدة أسرة طلاب من أجل مصر، جاءت لتُجسد لقاء العقول الواعية مع الفكر المستنير في محاولة لترسيخ المفاهيم الوسطية وإعلاء قيم التسامح والتفكير النقدي لدى شباب الجامعة.
وخلال كلمتها، أكدت الدكتورة آية موافي أن تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي يمثلان ركيزة أساسية في صون استقرار المجتمع وحماية الشباب من الفكر المنغلق، موضحة أن التجديد لا يعني أبدًا المساس بالثوابت، بل تطوير أساليب عرض المفاهيم الدينية لتناسب متغيرات العصر وتخاطب عقول الشباب بلغتهم واهتماماتهم.
وأضافت أن العلاقة بين الدين والعقل علاقة تكامل، فالعقل يهدي إلى الفهم الصحيح والدين ينير طريق الإنسان، مؤكدة أن الخطاب الديني الراشد هو الذي يوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويقدّم الدين في صورته المشرقة دون إفراط أو تفريط، مشددة على أن تحقيق الأمن الفكري بات واجبًا وطنيًا ودينيًا، لأنه الأساس الذي تقوم عليه سلامة المجتمع واستقراره.
من جانبه، عبّر الأستاذ الدكتور سمير الجمال، عميد كلية الحقوق، عن اعتزازه بتنظيم هذا الملتقى، معتبرًا أنه نموذج يحتذى به في الحوار الجامعي الهادف، ومؤكدًا أن جامعة دمياط حريصة على أن تكون منبرًا لبناء جيل قادر على التفكير بعقل نقدي وتحليل علمي متزن، بعيدًا عن الانغلاق الفكري أو التبعية العاطفية.
كما أشاد فضيلة الشيخ محمد طه أبو الوفا بتفاعل الطلاب وحرصهم على الفهم الصحيح للدين، مؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات تُعيد للمجتمع روح التماسك والتنوير، وتؤكد أن الشباب المصري هو الركيزة الأساسية في حماية الهوية الوطنية وصون القيم الأخلاقية والإنسانية.
وتُعد هذه الندوة واحدة من سلسلة فعاليات تنظمها جامعة دمياط لتدعيم ثقافة الحوار، وتعزيز الفكر المستنير بين طلابها، في إطار رؤيتها لتكوين شخصية متكاملة تجمع بين الوعي والعلم والإيمان.
واختُتم اللقاء بتأكيد الحضور على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تربط بين الجامعة والمجتمع، وتُجسد دور المؤسسات الأكاديمية في بناء العقول، وتحصين الأجيال الجديدة ضد التطرف الفكري، بما يرسخ مناخًا وطنيًا قوامه التسامح والمعرفة والعمل من أجل مستقبل أفضل لمصر.




