recent
أخبار ساخنة

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

 

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني


كتبت - آية معتز صلاح الدين

في مشهد يجسد تكامل الفكر والعمل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، استضافت مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة ورشة عمل بالتعاون مع مبادرة تماسك التابعة لوزارة الشباب والرياضة، مساء الخميس السادس عشر من أكتوبر، في خطوة نوعية تهدف إلى توعية الشباب المصري بأهمية التماسك المجتمعي وتعزيز روح الانتماء والمسؤولية الوطنية.


جاءت الفعالية بمشاركة نخبة من قيادات المؤسستين، يتقدمهم المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي مؤسس مؤسسة رسالة السلام، الذي أولى اهتمامًا خاصًا بفتح جسور التعاون مع المؤسسات الرسمية لترسيخ ثقافة التعايش والسلام. كما شارك في اللقاء من جانب المؤسسة الإعلامي مجدي طنطاوي المدير العام، والدكتور معتز صلاح الدين رئيس مجلس الأمناء بالقاهرة، والدكتور عبد الراضي رضوان نائب رئيس المجلس، والدكتور جرجس عوض الأمين العام، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية. ومن جانب مبادرة تماسك حضر شهاب جمال الدين المنسق العام للمبادرة وعدد من شباب الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية بالقاهرة الكبرى.


بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية من الدكتور معتز صلاح الدين الذي نقل تحيات مؤسس مؤسسة رسالة السلام، مشيدًا بدور وزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير أشرف صبحي في دعم المبادرات التي تهتم ببناء وعي الشباب. وأكد أن التعاون بين المؤسستين يأتي امتدادًا لرؤية المؤسسة في تحقيق السلام الفكري والتماسك الإنساني، مشيرًا إلى أن بناء الأوطان يبدأ من بناء العقول والضمائر.


في كلمته، وجه الإعلامي مجدي طنطاوي رسالة إلى الشباب أكد فيها أن مؤسسة رسالة السلام تضعهم في صدارة أولوياتها، لأنهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل، موضحًا أن هدف المؤسسة هو نشر قيم التعايش السلمي ومواجهة التطرف والانقسام. وأشار إلى أن المفكر علي محمد الشرفاء يبذل جهودًا كبيرة لترسيخ مبادئ الرحمة والعدالة ونبذ الكراهية بين البشر.


وتحدث شهاب جمال الدين، المنسق العام لمبادرة تماسك، موضحًا أن المبادرة انطلقت عام 2018 بتوجيه من الوزير أشرف صبحي عقب حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أهمية التماسك الوطني، لتصبح اليوم منصة شبابية تضم أكثر من عشرة آلاف متطوع في مختلف المحافظات. وأكد أن المبادرة لا تكتفي بتنظيم فعاليات وزارة الشباب والرياضة، بل تمتد أنشطتها لتشمل مؤسسات الدولة كافة، وصولًا إلى رئاسة الوزراء، كما تنظم فعاليات يحضرها رئيس الجمهورية والسيدة انتصار السيسي.


وأوضح شهاب جمال الدين أن المبادرة تهدف إلى تدريب الشباب وتأهيلهم للقيادة والعمل العام، إلى جانب عقد ورش عمل مشتركة مع الجامعات والأزهر والكنيسة ومكتبة الإسكندرية ومؤسسات المجتمع المدني، للخروج بتوصيات تُرفع إلى وزير الشباب والرياضة. كما أكد حرص المبادرة على تعزيز ثقافة التماسك ونشر الوعي بخطورة الشائعات ومخاطر الانقسام.


من جانبه، أشار الدكتور عبد الراضي رضوان إلى أن المجتمع المصري في حاجة مستمرة لترسيخ قيم التضامن والتكافل والتعاون، وهي الأسس التي تقوم عليها مؤسسة رسالة السلام، مؤكدًا أن التماسك الروحي والنفسي هو عماد استقرار الأوطان. ونصح الشباب بعدم الانسياق وراء ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي دون التحقق من مصادره.


ثم تناول الدكتور معتز صلاح الدين في كلمته محورًا فكريًا شاملًا حول مفهوم التماسك المجتمعي من منظور المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، موضحًا أن الفكر القرآني هو المنطلق الحقيقي لتحقيق الوحدة بين أبناء الوطن، لأنه يدعو إلى الرحمة والعدل والإخاء ونبذ التعصب والكراهية. وأكد أن الزكاة، حين تطبق وفق التشريع الإلهي، تحقق العدالة الاجتماعية وتحد من الفوارق الطبقية، بما يعزز روح التماسك بين فئات المجتمع.


وأشار إلى أن القيم الأخلاقية كالأمانة والإخلاص في العمل تمثل ركيزة لبناء الأمم، وأن الحفاظ على مؤسسات الدولة ودعمها واجب وطني وديني، لكونها الضامن الحقيقي للأمن والعدالة والتكافل. وأضاف أن الشعب المصري أثبت مرارًا تماسكه في مواجهة الإرهاب والشائعات، مما عزز استقرار الدولة وفتح أبواب التنمية والاستثمار.


توالت مداخلات الشباب المشاركين، فطرح فيصل فوزي سؤالًا حول المطلوب من الشباب في المرحلة الراهنة، ليرد الأستاذ عاطف زايد بأن معركة الوعي هي الأهم اليوم، داعيًا إلى تحري الحقيقة من المصادر الرسمية والحفاظ على روح التواصل الأسري. كما شدد الدكتور سامح عباس على أهمية التعليم والتدريب وتنمية المهارات، مع دعم زملاءهم من متحدي الإعاقة.


وفي تفاعل آخر، أكدت الطالبة آية محمود أن المعيار الحقيقي لقياس التماسك هو مدى صمود المجتمع أمام الشائعات، فيما أوضح الدكتور حسن حماد أن الانتماء والمواطنة ووجود مشروع قومي موحد هي أبرز مؤشرات التماسك. وأشار الدكتور عبد الراضي رضوان إلى أن المجتمع الريفي أكثر تماسكًا بطبيعته الاجتماعية المتماسكة، بينما تحتاج المدن إلى مزيد من الجهود لترسيخ روح الترابط.


وخلال الحوار، شدد المشاركون على أهمية القيم الأخلاقية والتشاور والحوار كأساس لتماسك المجتمع، كما أكد الدكتور جرجس عوض أن السلام والتماسك وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن بناء مجتمع متماسك دون سلام داخلي وفكري.


وشهدت الورشة نقاشًا ثريًا حول دور المرأة في المجتمع، حيث أكد الدكتور معتز صلاح الدين أن للمرأة المصرية تاريخًا طويلًا من الريادة والعطاء، مشيرًا إلى أن مؤسس المؤسسة خصص في كتبه فصولًا عديدة تناولت مكانتها في القرآن الكريم ودورها المحوري في نهضة الأمم.


كما أكد المشاركون ضرورة توسيع نطاق التعاون بين مؤسسة رسالة السلام ومبادرة تماسك، وصولًا إلى توقيع بروتوكول تعاون يهدف إلى تعميم التجربة في المحافظات المصرية.


وفي ختام اللقاء، أعرب الحاضرون عن امتنانهم لهذه التجربة الحوارية الملهمة التي جمعت بين الفكر والتطبيق، مؤكدين أن التماسك الوطني ليس شعارًا، بل ممارسة يومية تبدأ من وعي الشباب وتنتهي بحماية الوطن من كل ما يهدد استقراره. واختُتمت الورشة بالتقاط الصور التذكارية التي جسدت وحدة الهدف وروح الانتماء.




التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني

التعاون بين «رسالة السلام» و«تماسك».. ورشة فكرية لتعزيز وعي الشباب وترسيخ قيم التماسك الوطني


google-playkhamsatmostaqltradent