رئيس الوزراء ومحافظ السويس يفتتحان مشروع استرجاع الغازات لإنتاج البوتاجاز بشركة النصر للبترول
السويس- السيد أنور
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه اللواء أركان حرب الدكتور طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، مشروع استرجاع الغازات لإنتاج البوتاجاز بمصفاة شركة النصر للبترول، في خطوة جديدة تعزز مسار الدولة نحو تطوير القطاع البترولي وتحقيق أقصى استفادة من الموارد الوطنية.
يأتي المشروع ضمن استراتيجية الدولة الهادفة إلى دعم الصناعات الوطنية وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي، حيث يسهم في استعادة الغازات المهدورة من وحدات التكرير وتحويلها إلى منتجات بترولية ذات قيمة اقتصادية مرتفعة، مثل البوتاجاز والنافتا، بدلاً من حرقها عبر الشعلة، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني ويحافظ على البيئة في الوقت ذاته.
وخلال جولته داخل أروقة المصفاة، استمع الدكتور مدبولي إلى شرح تفصيلي من المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، حول مكونات المشروع وأهدافه، مؤكداً أن هذا الإنجاز يمثل نموذجاً متكاملاً لربط الجدوى الاقتصادية بالبعد البيئي، ويعكس ما وصلت إليه الكوادر الوطنية من كفاءة وخبرة في تنفيذ المشروعات الاستراتيجية.
وأوضح الوزير أن المشروع يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً من خلال تعظيم القيمة المضافة للغازات الناتجة عن وحدات الإنتاج، وتحويلها إلى منتجات نهائية تدخل في العديد من الصناعات الحيوية، إلى جانب مساهمته في خفض الفاتورة الاستيرادية عبر زيادة حجم الإنتاج المحلي من البوتاجاز والبنزين عالي الأوكتين.
وبيّن بدوي أن الأثر البيئي للمشروع لا يقل أهمية عن مردوده الاقتصادي، إذ يسهم في الحد من الانبعاثات الضارة وتقليل البصمة الكربونية الناتجة عن عمليات التشغيل، وهو ما يتماشى مع التوجه العالمي نحو التحول الأخضر والحفاظ على البيئة.
وأشار وزير البترول إلى أن المشروع تم تنفيذه بالكامل بأيادٍ مصرية من خلال شركة بتروجت كمقاول عام، وهو ما يعكس قدرات الشركات الوطنية في تنفيذ المشروعات الكبرى وفق أعلى معايير الجودة والسلامة. كما وجه التحية إلى العاملين بشركة النصر للبترول تقديراً لدورهم التاريخي في دعم السوق المحلية بالمنتجات البترولية الحيوية.
من جانبه، أوضح المهندس محمد عبد الله، رئيس شركة النصر للبترول، أن الشركة تمتلك خمس وحدات إنتاجية رئيسية بطاقة إجمالية تبلغ نحو 7.7 مليون طن سنوياً، مشيراً إلى أن المشروع الجديد يرفع عدد وحدات استرجاع الغازات إلى ثلاث وحدات تعمل بكفاءة عالية، بطاقة تصميمية تصل إلى 340 ألف طن سنوياً، وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 1.1 مليار جنيه.
وأكد رئيس الشركة أن المشروع يجسد التزام النصر للبترول بمبادئ التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين متطلبات الإنتاج والحفاظ على البيئة، مضيفاً أن الوحدات الجديدة تسهم في زيادة إنتاج البوتاجاز والنافتا بمواصفات عالية الجودة لتلبية احتياجات السوق المحلية.
كما استعرض عبد الله خلال الجولة المرافق اللوجستية التابعة للشركة، وعلى رأسها ميناء النصر للبترول الذي يعد أحد أهم الموانئ المتخصصة في استقبال وتصدير المنتجات البترولية.
ويُعد مشروع استرجاع الغازات لإنتاج البوتاجاز إضافة نوعية لمنظومة التكرير المصرية، ونموذجاً يحتذى به في تعظيم الاستفادة من البنية التحتية القائمة، ورفع كفاءة الإنتاج، بما يواكب توجهات الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات البترولية وتقليل الاعتماد على الواردات.
ويؤكد افتتاح المشروع أن الدولة المصرية ماضية بخطى ثابتة نحو تعظيم الاستفادة من كل قطرة طاقة متاحة، وتحويلها إلى قيمة مضافة تخدم الاقتصاد الوطني، وتدعم توجهات التنمية الشاملة التي تشهدها الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
