التقنيات الحديثة في علاج الأوعية الدموية تنقذ آلاف المرضى من البتر
كتبت- هدى العيسوي
أكد الدكتور وليد الدالي، أستاذ جراحات الأوعية الدموية وعلاج القدم السكري بجامعة القاهرة، أن التطور السريع في تقنيات علاج الأوعية الدموية أحدث طفرة حقيقية في إنقاذ حياة آلاف المرضى، ونجح في تقليل معدلات بتر الأطراف الناتجة عن مضاعفات مرض السكري، مشيرًا إلى أن الوعي المبكر والمتابعة المنتظمة يمثلان حجر الأساس في الوقاية من أخطر تلك المضاعفات.
وأوضح الدالي أن مصر تُعد من بين الدول الأعلى عالميًا في أعداد المصابين بمرض السكري، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على المنظومة الصحية، خاصة فيما يتعلق بمضاعفات القدم السكري التي تمثل خطرًا حقيقيًا على حياة المرضى. وأشار إلى أن نحو 15% من مرضى السكري معرضون للإصابة بقرح القدم خلال حياتهم، وأن الإهمال في العلاج أو التأخر في التشخيص قد يؤدي في النهاية إلى البتر.
وأضاف أن التطور الهائل في تقنيات القسطرة الطرفية ووسائل علاج انسداد الشرايين الطرفية ساهم في تقليل معدلات البتر بشكل غير مسبوق، موضحًا أن التدخل المبكر لفتح الشرايين وتحسين تدفق الدم أصبح إجراءً ناجحًا وآمنًا في كثير من الحالات، شريطة الاكتشاف المبكر والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص.
وأشار الدكتور الدالي إلى أن حماية القدم من المضاعفات تبدأ من الالتزام بنمط حياة صحي يشمل ضبط مستوى السكر في الدم، والابتعاد عن التدخين، ومراقبة القدم يوميًا لاكتشاف أي تغيرات مبكرة، إلى جانب ارتداء الأحذية الطبية المناسبة، مؤكدًا أن نحو 80% من حالات البتر يمكن تفاديها إذا تم التعامل مع القرح والتهابات الأعصاب وضعف التروية الدموية في مراحلها الأولى.
واختتم الدالي تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف خلال المرحلة المقبلة يتمثل في الوقاية قبل العلاج، من خلال رفع الوعي الصحي وتكثيف برامج التثقيف حول مرض السكري ومضاعفاته، لافتًا إلى أن “إنقاذ قدم واحدة يعني إنقاذ حياة كاملة”.