الأسهم الأوروبية ترتفع هامشياً بدعم من مكاسب قطاع السيارات رغم استمرار الحذر في الأسواق
أنهت مؤشرات الأسهم الأوروبية جلسة الأربعاء على ارتفاع طفيف بعد تعاملات اتسمت بالحذر، وسط استمرار عزوف المستثمرين عن المخاطرة رغم الأداء الإيجابي لأسواق أمريكا الشمالية وتزايد الآمال بشأن تحسن عوائد قطاع الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.
وسجل مؤشر ستوكس 50 لمنطقة اليورو زيادة بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى مستوى 5670 نقطة، كما ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الأوسع نطاقاً بنسبة 0.3 في المئة ليغلق عند 572 نقطة، مدعوماً بارتفاع أسهم الشركات الصناعية وصانعي السيارات الذين قادوا موجة المكاسب خلال الجلسة.
وجاء الأداء الإيجابي بعد جلسة متقلبة يوم الثلاثاء شهدت عمليات بيع واسعة بسبب المخاوف المتعلقة بضعف الطلب العالمي، إلا أن الأسواق الأوروبية تلقت دفعة دعم قوية من نتائج الشركات الصناعية الكبرى التي فاقت التوقعات، مما ساهم في تحسين المزاج العام للمستثمرين.
وقادت شركات الصناعة الكبرى وشركات إنتاج السيارات مكاسب جلسة الأربعاء، حيث ارتفعت أسهم شنايدر إلكتريك وفولترز كلوير بين 1.5 و2 في المئة مدعومة بنتائج أعمال قوية وتوقعات مستقبلية متفائلة. كما صعد سهم بي إم دبليو بنحو 7 في المئة بعد إعلان الشركة تحقيق هوامش ربح محسّنة خلال الربع الثالث من العام رغم استمرار الشكوك المحيطة بالرسوم الجمركية المحتملة على السيارات الأوروبية في الأسواق العالمية.
وأدى الأداء القوي لشركة بي إم دبليو إلى انعكاس إيجابي على باقي أسهم قطاع السيارات، حيث ارتفعت أسهم مرسيدس بنز وفولكس فاجن وستيلانتس بين 2 و4 في المئة، مدعومة بالتفاؤل حيال الطلب العالمي على السيارات الكهربائية واستمرار الحكومات الأوروبية في تقديم الحوافز البيئية.
في المقابل، تعرضت بعض أسهم التكنولوجيا والدواء لضغوط بيعية محدودة، حيث تراجع سهم شركة ASML المتخصصة في صناعة معدات أشباه الموصلات بنسبة 1 في المئة عقب صدور توقعات متشائمة للأرباح من شركتي AMD وسوبر مايكرو كمبيوتر الأمريكيتين، وهو ما أثار قلق المستثمرين بشأن وتيرة الطلب على الرقائق الإلكترونية.
كما انخفض سهم شركة نوفو نورديسك الدنماركية بنسبة 3.5 في المئة بعد أن خفضت الشركة توقعاتها لنمو مبيعات عقار أوزيمبيك المستخدم في علاج السمنة والسكري، الأمر الذي انعكس سلباً على قطاع الأدوية الأوروبي الذي شهد تراجعاً جماعياً في ختام الجلسة.
ورغم الأداء الإيجابي العام، لا تزال حالة الحذر مسيطرة على المستثمرين في ظل الضبابية التي تحيط بمسار أسعار الفائدة الأوروبية، حيث تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يبقي على سياسته النقدية دون تغيير حتى مطلع العام المقبل بانتظار مزيد من المؤشرات حول التضخم والنمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
ويرى محللون أن الأسواق الأوروبية تسير في مسار جانبي مؤقت بانتظار محفزات جديدة، خاصة مع تزايد التوقعات بتباطؤ اقتصادي طفيف خلال الربع الأخير من العام نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض وتراجع الطلب الصناعي في بعض الاقتصادات الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا.
وقال خبراء أسواق المال إن الارتفاع المحدود لمؤشرات أوروبا يعكس توازناً بين تفاؤل المستثمرين حيال تحسن أرباح بعض الشركات الكبرى وبين القلق من استمرار ضعف النشاط الصناعي، مشيرين إلى أن قطاع السيارات قد يواصل قيادة المكاسب خلال الأسابيع المقبلة إذا استمر الطلب العالمي في التحسن.
وفي ختام الجلسة، اعتبر محللون أن الأداء الإيجابي للأسواق الأوروبية، رغم ضعف السيولة واستمرار المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، يعد مؤشراً على قدرة الأسواق على التماسك في مواجهة الضغوط، وأن عودة النشاط التدريجي في أسواق الذكاء الاصطناعي والطاقة قد تمثل المحرك الرئيسي لموجة صعود جديدة خلال الفترة المقبلة.
