تنظيم العمل المؤسسي ومواجهة الكيانات الوهمية برؤية تقودها جادجمينت يو إن
كتب- هاني الزنط
في ظل التوسع المتسارع في أعداد الكيانات والمنظمات، تتعاظم الحاجة إلى ترسيخ عمل مؤسسي منضبط يعيد الاعتبار للمنظمات الجادة، ويضع حدًا لحالة السيولة التي أفرزت كيانات تفتقر إلى الشرعية والوضوح. ومن هذا المنطلق، تبرز جادجمينت يو إن قضاء الأمم المتحدة بوصفها نموذجًا مؤسسيًا يسعى إلى تنظيم المشهد العام على أسس قانونية واضحة، قوامها الشفافية والحوكمة الرشيدة واحترام القواعد المنظمة للعمل المؤسسي.
وتقود هذه الرؤية قيادة واعية يمثلها معالي السفير ميشيل وجيه، رئيس جادجمينت يو إن، الذي تبنى نهجًا مؤسسيًا صارمًا يوازن بين الحزم في مواجهة الكيانات الوهمية، والدعم الحقيقي للمنظمات الجادة الساعية إلى استكمال إجراءاتها القانونية وفق المعايير المعتمدة. وقد تجسد هذا التوجه في صدور أول قرار رسمي لمنظمة تحت التأسيس، تحت إشراف الهيئة العليا لإدارة المنظمات والمؤسسات، في خطوة وُصفت بأنها استراتيجية وتحمل دلالات واضحة على جدية المسار المتبع.
ويمثل إدراج الاتحاد العربي للسلام والتنمية كأول منظمة تحت التأسيس ضمن الموقع الرسمي وقاعدة بيانات جادجمينت يو إن ترجمة عملية لهذه الرؤية، حيث جاء هذا الإدراج تحت قيادة المستشار الدكتور محمود الأخرسي، وبما يعكس التزام الاتحاد بالسير في المسار القانوني الصحيح، والسعي الجاد لإنهاء إجراءات الترخيص خلال الإطار الزمني المحدد. ويؤكد هذا النهج أن الاعتراف المؤسسي لا يُمنح مجاملة، وإنما يُبنى على الالتزام بالقانون والشفافية والانضباط الإداري.
النهج الذي أرسته جادجمينت يو إن لا يقتصر على الدور الرقابي فحسب، بل يمتد إلى تبني مفهوم الشراكة المؤسسية القائمة على التوجيه والمتابعة والتقييم المستمر، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء المؤسسي، ويعزز ثقة المجتمع في المنظمات العاملة في مجالات السلام والتنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تؤسس القيادة الحكيمة لمعالي السفير ميشيل وجيه لبيئة عمل صحية تُمكّن مؤسسات المجتمع المدني من أداء دورها الحقيقي، بعيدًا عن الفوضى المؤسسية والكيانات غير المعتمدة، وبما يرسخ مفهوم الدولة المؤسسية والعمل المنظم.
ختامًا، تعكس هذه الخطوات رؤية قيادية واضحة تؤمن بأن بناء مؤسسات قوية وشرعية هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والسلام المجتمعي، وحصن الأمان لحماية العمل العام من العبث والتشويه.
