recent
أخبار ساخنة

الشباب وصناعة المستقبل.. البحث والتدريب والتثقيف كمسارات لبناء جيل قادر على التنمية

الشباب وصناعة المستقبل..  البحث والتدريب والتثقيف كمسارات لبناء جيل قادر على التنمية


الشباب وصناعة المستقبل..  البحث والتدريب والتثقيف كمسارات لبناء جيل قادر على التنمية


بقلم: د. فايزة خطاب


يمثل الشباب ركيزة أساسية في مسار التنمية الشاملة، فهم القوة الدافعة لكل مشروع نهضوي يستهدف تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي ومعرفي. وفي عالم يشهد تحولات سريعة وتحديات متصاعدة، يصبح تمكين الشباب علميًا ومهاريًا وفكريًا ضرورة استراتيجية لضمان قدرة الدول على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو. ومن هنا تتجلى أهمية البحث العلمي وبرامج التدريب والتثقيف، وما تقوم به الدولة ومؤسساتها الوطنية لإعداد جيل قادر على صناعة المستقبل.


يلعب البحث العلمي دورًا محوريًا في تعزيز قدرات الشباب وتطوير أدوات تفكيرهم، إذ يمنحهم مهارات التحليل والنقد وفهم المشكلات الراهنة بعمق، ويساعدهم على إنتاج حلول مبتكرة تسهم في دعم التنمية المستدامة وتعزيز الأمن القومي. وعبر دعم البحوث التطبيقية والمشروعات العلمية، تتوسع قدرة الشباب على الاندماج في الاقتصاد المعرفي والمساهمة في تطوير التكنولوجيا والعلوم الاجتماعية.


وتأتي برامج التدريب لتشكل محورًا رئيسيًا في إعداد الشباب لسوق العمل المتطور، خصوصًا في ظل التحول الرقمي وتزايد الطلب على المهارات المتقدمة. فقد ساهمت البرامج المتخصصة في الإدارة، والتحليل، وريادة الأعمال، والابتكار في إعداد جيل قادر على المنافسة، وخلق فرص اقتصادية جديدة، إلى جانب المبادرات الوطنية التي أطلقتها الدولة لتعزيز قدرات الشباب وتأهيلهم للمنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.


أما التثقيف فيؤدي دورًا جوهريًا في بناء الوعي وتعميق الانتماء الوطني وقدرة الشباب على مواجهة التحديات الفكرية والإعلامية. ومن خلال البرامج الثقافية وأنشطة الحوار المجتمعي، تتشكل قيم التسامح وروح المشاركة الإيجابية في الحياة العامة.


دور الجامعات ومراكز الفكر والمؤسسات الوطنية


تؤدي الجامعات دورًا محوريًا في تكوين جيل قادر على الإبداع، عبر تطوير منظومة التعليم ودعم البحث العلمي ورعاية الابتكار الطلابي. كما توفر برامج تدريبية ومراكز تطوير مهني تساعد الشباب على الاندماج في سوق العمل والمشاركة في المشروعات الوطنية.


وتسهم مراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية في تطوير وعي الشباب بالقضايا الوطنية والإقليمية، من خلال الندوات وورش العمل وإنتاج الدراسات التي تقدم فهمًا أعمق للتحديات المحيطة. وتشكل هذه المراكز جسرًا معرفيًا بين الدولة والشباب، يدعم قدرتهم على الإسهام في صياغة السياسات العامة.


ويبرز كذلك الدور الحيوي للمؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، التي تعمل على إعداد كوادر شابة تمتلك رؤية وطنية ووعيًا استراتيجيًا ورصانة فكرية. ومن خلال برامج متقدمة في الأمن القومي وإدارة الأزمات والتخطيط الاستراتيجي، تسهم الأكاديمية في إعداد جيل قادر على قيادة المسارات الوطنية الحديثة، في تكامل كامل مع الوزارات والهيئات المعنية بالشباب.


إن التكامل بين الجامعات ومراكز الفكر والمؤسسات الوطنية يشكل منظومة دعم شاملة تصنع بيئة محفزة للإبداع، وتفتح أمام الشباب آفاقًا واسعة للمشاركة الفاعلة في بناء الدولة، بما يعزز قدراتهم ويطلق طاقاتهم.


ويمتلك الشباب العربي اليوم إمكانات معرفية وقدرات مبتكرة تؤهله لقيادة مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا. ومع استمرار دعم الدولة، وتعزيز دور الجامعات، وتطوير مراكز الفكر، وتمكين المؤسسات الوطنية، سيظل الشباب القوة المحركة لمسيرة التنمية وبناء مستقبل يقوم على المعرفة والابتكار والمسؤولية الوطنية.

 

google-playkhamsatmostaqltradent