recent
أخبار ساخنة

كيف نحمى أطفالنا من ظاهرة التحرش

كيف نحمى أطفالنا من ظاهرة التحرش

 

كيف نحمى أطفالنا من ظاهرة التحرش


بقلم: المستشار طلعت الفاوي  

أصبج التحرُّش الجنسي بالأطفال من أكثر القضايا التي تشغل الآباء هذه الأيام؛ فينادون بضرورة إيجاد حلول جذرية لها، ومعرفة طرق عملية لتدريب الطفل على مواجهة المتحرشين به، وتوعيته بكيفية التعامل معهم،

وحماية الطفل من تحرش الآخرين به، تبدأ منذ صغره ويجب أن تكون وعيًا وثقافة ضرورية في هذا الزمن الذي أصبح المرء فيه لا يأمن على أطفاله وألخص الأمر في النقاط التالية التي أخاطب بها الأسرة خاصةً الأم؛ لقربها من أبنائها، وخبرتها التي يجب أن تكون تجاههم إذا شعرت بتغير في حالتهم النفسية أو البدنية والدولة متمثلة فى الهيئات التشرعية والاعلام ودور المدرسة والمجتمع

أولا: دور الام

أنقول لكل ام  اغرسي في طفلك منذ صغره أن جسده ملكه وحده، ولا يجوز لأي شخص مهما كان أن يطَّلع على أعضائه ولا أن يقترب منه إلى درجة الملاصقة، وعودي طفلكِ على استخدام المرحاض بنفسه في سن مبكرة، في الرابعة مثلا ويُعلَّم الطفل بالتدريج؛ فيفضل أن يعتاد دخول الحمام وحده في أول أمره بمساعدة أمه، ثم بعد ذلك تعلمه كيف ينظف نفسه إذا تبول، وهكذا والامر الاخر لا تستهينى بدخول الطفل إلى الحمام مع أحد والديه، ورؤيته له وهو عارٍ، سواء أثناء الاستحمام، أو أثناء قضاء حاجته، ونبهى على عدم التساهل في تعرية أجساد الإخوة أمام بعضهم البعض ولا بد أن ينشَّأ الطفل منذ نعومة أظفاره على هذا الأدب العظيم من آداب الإسلام، ألا وهو أدب الاستئذان؛ فيطرق الباب، ولا يدخل إلا بعد أن يؤذن له، وإن قيل له: «ارجع» فليرجع. والاستئذان يكون على أي شخص مهما كان، حتى لو كان أمه وأباه، أو أحد إخوته.

وأخيرا  لا بد أن يحرص الأبوان - خاصة الأم- على تشجيع طفلهما على أن يحكي كل ما يحدث معه أثناء يومه، فتعمل الأم على فتح قنوات حوار مع طفلها، تسأله عن يومه كيف قضاه في مدرسته أو حضانته، وعن زملائه ومدرسيه، وإذا رأته ذابلاً ومنزويًا، لا بد أن تقترب منه وتحتضنه، وتعرف منه سبب انطوائه؛ لأن احتمال تعرضه لعملية تحرش أو ابتزاز من أحد الأشخاص وارد في هذه الحالة.وتقوية أواصر الثقة بين الوالدين وطفلهما، تشجعه على البوح بما يسوؤه، وهذه الثقة تأتي بالحب، لا بالصراخ والضرب

ثانيا: دور المدرسة

لا بد أن يكون المعلم في المدرسة كالأب والأم في البيت، يلجأ إليه الطفل وقت شدته؛ فيحكي له ما يتعرض له من مضايقات وتحرشات من الآخرين. وأحيانًا يكون دور المعلمين أكبر من دور الآباء؛ فينجحون في إيصال تلك الثقافة بشكل أسرع وأقوى. ولكن بعد ما حدث مؤخرا ووجدنا أن التحرش يأتي من المعلمين أنفسهم فهنا يجب أن تحرص إدارة المدرسة على وجود رقابة صارمة على الحمّامات، فلا تسمح مطلقًا لأي طفل أن يدخل الحمام مع زميله، أو دخول معلم حمامات الأطفال بالمدرسة ومن الضروري تعيين عامل أمين على حمامات المدرسة؛ ليكون رقيبًا عليها، وأيضًا عمل (ترباس) خفيف يكون في متناول يد الطفل، فيغلقه فور دخوله الحمام، ويفتحه بسهولة.

ثالثا: دور الدولة

نناشد الهيئات التشريعية بالدولة النظر في تغليظ عقوبة التحرش بالأطفال الى اقصى عقوبة تسهم في القضاء على هذه الجريمة البشعة وبما يردع هؤلاء المجرمين كما نناشد الاعلام بضرورة التوعية للأسر بكيفية حماية أطفالهم ونشر الاحكام الصادرة ضد المتحرشين وفضحهم ليكونوا عبره لغيرهم  

رابعا: دور المجتمع

ضرورة التكاتف من اجل تقديم الدعم للأطفال الأبرياء الذين يتعرضون للتحرش والعمل على تأهيلهم نفسيا واجتماعيا ومساعدتهم على تجاوز تلك الصدمة العنيفة والعمل على استعادة شعورهم بالأمان والطمأنينة وأيضا استعاده ثقتهم بأنفسهم

الامر جد خطير وحماية أطفالنا من من ظاهرة التحرش ودعمهم نفسيا كما قال شيخ الازهر مسؤوليه مشتركة بين كل مؤسسات الدولة أسرة ومدرسة واعلام وقانون فعلى كل منا القيام بدوه حتى نقضى على هذه الظاهرة .


google-playkhamsatmostaqltradent