السويس نموذج حي لدور الدولة في دعم الإنسان
بقلم: السيد أنور
يشكل الإنسان محورًا رئيسيًا في سياسات محافظة السويس، وهو ما تجسّد بوضوح في سلسلة الفعاليات والجهود التي قادها اللواء أركان حرب دكتور طارق حامد الشاذلي خلال الأيام الماضية، حيث اتسعت دائرة العمل لتشمل التعليم، وتمكين ذوي الإعاقة، ودعم البحث العلمي، وتحسين الخدمات العامة، في مشهد يعبّر عن رؤية متكاملة تستهدف الارتقاء بجودة الحياة لكل فئات المجتمع.
البداية كانت من لجان امتحانات معادلة محو الأمية المؤهلة للالتحاق بالمرحلة الإعدادية، حيث تابع المحافظ سير الامتحانات التي خضع لها دارسون تتراوح أعمارهم بين 24 و69 عامًا، في خطوة تؤكد أن التعليم حق مُتاح في كل المراحل العمرية، وأن الدولة ماضية في رسالتها نحو مجتمع خالٍ من الأمية. وخلال جولته بلجان مدرسة الحديثة بنات، وجّه المحافظ بتوفير بيئة امتحانية مناسبة ودعم الدارسين حتى استكمال رحلتهم التعليمية، فيما جاءت مشاركة القيادات التنفيذية لتبرز تكامل الجهود في تنفيذ هذا النهج.
وفي احتفال واسع جسّد روح الدمج والإنسانية، شهد محافظ السويس فعاليات اليوم العالمي لذوي الإعاقة بمقر أكاديمية النصر للبترول، حيث امتلأت القاعة بعروض فنية وأوبريتات ملهمة من مدارس التربية الخاصة والجمعيات الأهلية. وقدّم ذوو الهمم صورة مشرّفة لما يمتلكونه من عزيمة وقدرات، بينما أكد المحافظ في كلمته أن ذوي الإعاقة هم شريك أساسي في المجتمع، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل على دعمهم من خلال توفير فرص عمل، وتطوير الخدمات التعليمية والصحية، وتكريم المتميزين منهم. وشهد الاحتفال تسليم عقود عمل لعشرين شابًا وشابة، وتكريم أوائل الشهادات والأبطال الرياضيين.
وفي إطار دعم الإبداع العلمي، افتتح المحافظ معرض "إيسف 2026" للعلوم والهندسة بالمركز الاستكشافي، حيث استعرض 22 مشروعًا ابتكاريًا قدّمها طلاب مدارس السويس. واستمع المحافظ لشرح الطلاب، مشددًا على أهمية دعم الأبحاث الطلابية وتشجيع المشاركة في المسابقات الدولية، بما يعزز جيلًا قادرًا على مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. وشهد المعرض تجهيز المشروعات لمرحلة التحكيم، في خطوة تُبرز اهتمام المحافظة بتأسيس بيئة داعمة للبحث العلمي.
ولم تغب مشكلات المواطنين وملفات الخدمات العامة عن أجندة العمل، إذ ترأس المحافظ اجتماعًا موسعًا لمتابعة تقدم العمل التنفيذي بالمحافظة، موجهًا بضرورة الاستدامة في تطهير ترعة السويس ورفع نواتج التطهير أولًا بأول مع البحث في الاستفادة الاقتصادية من نبات ورد النيل. كما شدد على دور المراكز التكنولوجية في تلقي الشكاوى وتحقيق العدالة في تقديم الخدمات، والعمل على تنظيم ملف الإعلانات، والتنسيق لضمان سلامة الأسواق وشوادر اللحوم. ووجّه باستثمار مهارات طلاب التعليم الفني في مشروعات الأحياء، وتقييم معدلات إنجاز طلبات التصالح، مع متابعة بدء العمل بالمقر الجديد لوزارة الخارجية لخدمة أهالي السويس.
بهذه الجهود المتتابعة، تقدم السويس نموذجًا لمدينة تتحرك على كل المسارات، حيث يتقدم التعليم، وتتعمق قيم الدمج، ويتعزز الابتكار، وتستجيب الإدارة المحلية للمواطن، في مشهد يعكس رؤية واضحة لبناء مجتمع قوي ومتماسك.