فرقة ذا جروف.. تجربة فنية تُعيد تعريف الرقص الكي بوب في مصر
كتب- مؤمن محمد
في وقت ما زال فيه فن الرقص يواجه نظرة متحفظة في مصر والعالم العربي، تبرز تجربة فرقة ذا جروف كمحاولة جادة لإعادة تقديم هذا الفن في إطار معاصر يحترم لغة الجسد ويحتفي بحريته. فبينما تُعدّ فنون الأداء جزءاً أصيلاً من الثقافة العالمية، يظل الرقص أكثرها قدرة على التعبير عن الإيقاع الداخلي للإنسان، باختلاف رؤى الفنانين لما تعنيه الحركة وكيف تتشكل وتُقدَّم على المسرح.
نشأت فرقة ذا جروف على يد مؤسسها اومچي، لتقدم شكلاً مغايراً لفن الكي بوب، وهو اللون الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى ظاهرة عالمية تتخطى الحدود اللغوية والثقافية. ويجمع هذا الفن بين عناصر الهيب هوب والرقص الحديث، مع التركيز على الانسجام الجماعي والمهارات الفردية التي تتماهى مع موسيقى البوب الكوري، التي صعدت بها فرق كبرى مثل بي تي إس وستراي كيدز وبلاك بينك.
ورغم أن فرقة ذا جروف تضم راقصاً واحداً فقط، فإن عروضها تعتمد على فلسفة الرقص المعاصر التي تحرر الراقص من القوالب الجاهزة، فلا توجد مجموعة ثابتة من الحركات المفروضة، بل مساحة واسعة للابتكار والحركة الحرة التي تعكس إحساس الفنان وإيقاعه الداخلي.
ويرى اومچي أن سر قوة الكي بوب يكمن في حضوره الطاغي وعلاقته بالمشاهد، فالعرض لا يُبنى على الخطابة أو الكلمات، بل على تفاعل مباشر بين الراقص والجمهور، من خلال حركة تتجاوز حدود اللغة التقليدية لصناعة مشهد بصري متكامل.
وبذلك تمثل ذا جروف تجربة مختلفة تسعى لترسيخ مكانة الرقص المعاصر في المشهد الفني المصري، وتفتح نافذة جديدة أمام الشباب للتعبير عن أنفسهم بلغة عالمية باتت جزءاً من الثقافة الحديثة.

