حاتم السعداوي يكتب: وفاة ناشئ تعيد المطالبة بإصلاح منظومة السلامة الرياضية
أعاد حادث وفاة اللاعب الناشئ يوسف محمد خلال مشاركته في إحدى البطولات الرياضية فتح ملف السلامة داخل المنشآت والملاعب، بعدما تحوّل المشهد من منافسة رياضية إلى لحظة صادمة هزّت الوسط الرياضي. فبينما ينتظر الجميع أن تكون الملاعب مساحة للموهبة والمرح، وجد المجتمع نفسه أمام واقعة مؤلمة لطفل لم يتجاوز الثانية عشرة، لتتعالى مجدداً الأصوات المطالبة بتعزيز إجراءات التأمين الطبي في الفعاليات الرياضية.
ورغم تباين الروايات حول تفاصيل ما حدث، إلا أن الواقعة سلطت الضوء على أهمية توافر العناصر الأساسية للإسعاف الأولي، وضرورة وجود تجهيزات طبية قادرة على التعامل مع أي طارئ محتمل أثناء التجمعات الشبابية والرياضية. فحوادث الطوارئ ليست بعيدة عن الملاعب، ما يجعل وجود منظومة إنقاذ فعّالة أمراً لا يقبل التأجيل.
وفي سياق متصل، طفت إلى السطح نقاشات موسعة حول أداء التحكيم في بعض المباريات، بعد تداول اسم أحد الحكام وتساؤلات بشأن مستوى التنظيم والإدارة داخل بعض المنافسات. هذه المناقشات لا ترتبط بواقعة محددة بقدر ما تعكس حاجة أوسع إلى مراجعة منهجية تسهم في تعزيز الانضباط، وتطوير معايير تقييم الأداء بما يضمن الثقة في المنظومة الرياضية.
وتبرز هذه الحادثة وما تبعها من نقاشات ضرورة التوقف أمام عدد من الملاحظات التي يراها متخصصون محورية، من بينها:
– تطبيق إجراءات سلامة واضحة في جميع البطولات، تشمل وجود فرق طبية متخصصة وسيارات إسعاف مجهزة.
– تدريب القائمين على إدارة الأنشطة الرياضية على كيفية التعامل مع الأزمات.
– تطوير منظومة التحكيم بما يعزز النزاهة ويقلل من الأخطاء المؤثرة، مع فتح مسارات للتقييم المستمر.
إن وفاة لاعب ناشئ في مقتبل العمر تمثل جرس إنذار يدعو إلى إعادة النظر في منظومة التنظيم الرياضي بما يحفظ سلامة المشاركين، ويضمن بيئة مناسبة لممارسة الرياضة بصورة آمنة ومسؤولة. ومعالجة أوجه القصور، أيّاً كان نوعها، تبقى مسؤولية جماعية تسهم في حماية الأجيال وترسيخ ثقافة رياضية تجسد قيم الاحترام والسلامة قبل أي تنافس أو بطولة.
