recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن محمد بن يوسف الثقفى

ماذا تعرف عن محمد بن يوسف الثقفى


إعداد-محمـــد الدكـــرورى

محمد بن يوسف الثقفي، وهو أخو القائد الأموى الحجاج بن يوسف الثقفي، والحجاج بن يوسف، هو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو قائد في العهد الأموي، وقد ولد ونشأ في الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان، فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلَّده عبد الملك أمر عسكره، وقد أمره عبد الملك بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة، وقد بنى مدينة واسط ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس، وكان سفاكا سفاحا مرعبا بإتفاق معظم المؤرخين، وقد عُرف بـالمبير أي المُبيد.

وكان محمد بن يوسف الثقفى، هو الوالي الأموي على صنعاء، وقد ولي اليمن أكثر من خمسة وعشرين والياً بمدد مختلفة لعل أطولها ولاية يوسف بن عمر الثقفي الذي ولي اليمن ثلاث عشرة سنة ابتداءً من خلافة هشام بن عبد الملك فى عام مائه وخمسه من الهجره، وقد استأثر الثقفيون عامة بثقة بني أمية فأكثروا من توليتهم ولايات مختلفة من بينها اليمن، وأحدهم محمد بن يوسف الثقفي وهو أخو الحجاج وهو الذي استنابه عنه في اليمن وأبرز ما تذكره المصادر في زمن محمد بن يوسف هذا هو أنه هم بحرق المجذومين بصنعاء ، إذ جمع حطباً عظيما لأجل ذلك ، ولكن منيته عاجلته قبل تنفيذ الحرق، ولنا أن نعلم أنه كانت مهمة هؤلاء الولاة هى أنها كانت الحفاظ على مخاليفهم من جهة الأمن والاستقرار وفض الخصومات والولاء للخلافة وتقديم الزكاة والأعشار وسائر المدفوعات الأخرى.

وكان ذلك لترسل إلى عاصمة الخلافة بعد الصرف منها على شؤون الولايات، وبهذا الصدد تذكر المصادر أن بحيرا بن ريشان الحميري وهو من القلائل من أهل اليمن الذين تولوها من قبل يزيد بن معاوية، وقد كان ذلك قبل ولاية اليمن على مال يؤديه للخلافة كل عام ولعله أساء السيرة في أهل اليمن لجمع الأموال لنفسه والخلافة حتى يستحق وصف المصادر له بأنه كان عاتياً متجبرا، ثم إن اليمن في خلافة ابن الزبير، خرجت من حظيرة الدولة الأموية واستطاع ابن الزبير أن يرسل إليها الولاة من قبله، وهم الذين سرعان ما كان يتم استبدالهم أيضاً حتى أن فترة بعضهم لم تتجاوز الشهور، ولذلك تميزت اليمن بالاضطراب فى زمن خلافة ابن الزبير ، وربما كانت أبرز الأحداث في فترة الخلافة الأموية وتداخلها مع خلافة ابن الزبير المغمورة الذكر في المصادر التاريخيه .
 

وهي خروج عباد الرعيني ضد الوالي يوسف بن عمر الثقفي ولكن يوسف الثقفى، قتله هو وأعوانه في عام مائه وسبعه من الهجره، أما في أواخر الدولة الأموية فقد غلب الخوارج على اليمن وهم الذين كانوا في حرب متواصلة ضد الدولة الأموية، وكان زعيمهم عبد الله بن يحيى الحضرمي الملقب بطالب الحق والذي ثار بحضرموت وتمكن بمن معه من رجال من دخول صنعاء وإلقاء الخطب الدينية المؤثرة فيها واستمر زحف الخوارج شمالاً باتجاه مكة فسقطت بأيديهم ووليها أبو حمزة الخارجي نائب عبد الله بن يحيى الحضرمي ثم استولى بعد ذلك على المدينة وبعدها شخصت أبصار خوارج اليمن نحو الشام فساروا باتجاهها إلا الخليفه مروان بن محمد، وهو آخر خلفاء بني أمية وقد أعد لهم جيشاً خاصاً قابلهم بوادي القرى وأخذ يلحق بهم الهزائم ويطاردهم حتى وصل إلى حضرموت. 

وهى منطلقهم الأول حيث كان آخر نفس لهم، إلا أن عبد الملك السعدي قائد قوات مروان بن محمد قتل في الجوف في طريقه إلى مكة لرئاسة موسم الحج، ثم عين مروان بن محمد والياً جديداً على اليمن هو الوليد بن عروة، وكان هذا آخر ولاة بني أمية فقد تسارعت الأحداث على الخلافة الأموية وآخر خلفائها، وبدأت الجيوش العباسية زحفها من خراسان في العام مائه وتسعه وعشرين من الهجره، لتصل إلى الكوفة في العراق عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، حيث أعلنت خلافة بني العباس وهزم مروان بن محمد في موقعة الزاب الشهيرة وطورد هو بعدئذ ليلقى مصرعه في بوصير بصعيد مصر قرب إحدى الكنائس، ثم يبدأ عهد الخلافة العباسية، وكان محمد يوسف الثقفى قد عُرف بالظلم، فقد قيل أنه جمع المجذومين بصنعاء ليحرقهم، فمات قبل ذلك. 

والجذام كما عرفه العلماء والأطباء وهو المعروف أيضاً باسم مرض هانسن وهو عدوى مزمنة تنجم عن البكتيريا الفُطرية الجذامية والفُطرية الجذامية الورمية، وفي البداية، لا تترافق العدوى بأعراض وتبقى عادة هكذا لمدة تستمر من خمس سنوات حتى عشرين سنة، وتشمل الأعراض التي تحدث أوراماً حبيبية في الجهاز العصبي المحيطي وهى الأعصاب، والجهاز التنفسي والجلد والعينين، وهذا قد يسبب فقدان القدرة على الشعور بالألم، وبالتالي فقدان أجزاء من الأطراف بسبب تكرر الإصابات كما يسبب ذلك الضعف العام وضعف البصر أيضا والجذام هو مرض حبيبي بشكل رئيسي يصيب الجهاز العصبي المحيطي والغشاء المخاطي للجهاز التنفسي العلوي، ويحتاج ظهور الأعراض إلى فترة قد تصل إلى عشرين عاما، وتعتبر الإصابات الجلدية وهى البقع الفاتحة أو الداكنة. 

وهي العلامة الخارجية الأساسية، إذا لم يُعالج، ويمكن أن يتطور الجذام ويسبب أضراراً دائمة للجلد والأعصاب والأطراف والعيون، وخلافا للمعتقدات الشعبية، لا يُسبب الجذام سقوط أجزاء الجسم، وعلى الرغم من إمكانية إصابتها بالخدر أو المرض نتيجة للعدوى الثانوية، والتي تحدث نتيجة لتناقص دفاعات الجسم بسبب المرض الأساسي، والعدوى الثانوية بدورها يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأنسجة مما يسبب قصر وتشوه أصابع اليدين والقدمين، كنتيجة لامتصاص الجزء الغضروفي إلى الجسم، وهذا هو الجدام كما عرفه ووصفوه لنا الأطباء والعلماء، وأما عن محمد بن يوسف الثقفى وقد قيل عنه أيضا أنه كان يلعن علي بن أبي طالب على المنابر، وعلى بن أبى طالب، هو ابن عم الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وصهره صلى الله عليه وسلم. 

وهو من آل بيته صلى الله عليه وسلم، وأحد أصحابه صلى الله عليه وسلم، وهو رابع الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد ولد على بن أبى طالب، في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمه هى السيده فاطمة بنت أسد الهاشميّة، والتى كان يناديها النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأمى الثانيه، وقد أسلم على بن أبى طالب قبل الهجرة النبوية، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وهو أول من أسلم من الصبيان، وقد هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام وآخاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة، وأما عن محمد بن يوسف الثقفى، فقد نقل وروى عن الخليفه الأموى الراشد عمر بن عبد العزيز. 

قوله أثناء خلافة الوليد بن عبد الملك، حيث قال عمر بن عبد العزيز " الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وأخوه محمد بن يوسف الثقفي باليمن، وعثمان بن حيان بالحجاز، امتلأت الأرض والله جوراً" وعمر بن عبد العزيز هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، هو ثامن الخلفاء الأمويين، وقد ولد سنة واحد وستين من الهجره، في المدينة المنورة، ونشأ فيها عند أخواله من آل عمر بن الخطاب، فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة، وكان شديد الإقبال على طلب العلم، وأما عن الوليد فهو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية، وقد بويع بعهد من أبيه، وكان مترفا، دميما، سائل الأنف، طويلا أسمر، بوجهه أثر جدري، في عنفقته شيب، يتبختر في مشيه، نهمته في البناء. 

وأما هن عثمان بن حيان فهو عثمان بن حيان بن معبد بن شداد بن نعمان بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المري ويلقب بأبي المغراء الدمشقي، وكان رجلاً من أهل الخير، وذكر ابن حبان أنه كان ثقة في الحديث، ويروي عن أم الدرداء، وقد ولاه الوليد بن عبد الملك على المدينة سنة ثلاثه وتسعين من الهجره، بعد أن عزل عمر بن عبد العزيز عنها، وذلك برأي من الحجاج بن يوسف الثقفي ، فجعل عثمان يؤذي من كان مِن خاصة عمر بن عبد العزيز، وأما عن محمد بن يوسف الثقفى فقد تولى ابنه يوسف ولاية المدينة في وقت لاحق من العهد الأموي وهو يوسف بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي. 

وكان يوسف إبن محمد قد ولاه الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك المدينة عام مائه وخمسه وعشرين من الهجره، سلفاً للأمير محمد بن هشام وضم إليه مكة والطائف، فجعل يوسف المدينة مركز إقامته، وكان منذ بداية ولايته يميل إلى الشدة والقسوة والحزم، وقد قبض بأمر الخليفة الجديد على الأمير السابق محمد بن هشام وعلى أخيه إبراهيم وعذبهما وتسبب في قتلهما الأمر الذي أدخل شيئاً من الهلع والخوف على أهل المدينة إلا أن عهده امتاز بأن ازداد عطاء الناس في المدينة وتدفقت عليها أموال كثيرة، وخاصة في موسم الحج، وعاشت المدينة في هدوء لعدة شهور، وظلت كذلك إلى ظهور الثورة على الخليفة الوليد التي قام بها ابن عمه يزيد بن الوليد وانتهت بقتل الوليد واستيلاء يزيد على الخلافة وذلك في شهر جمادى الآخرة سنة مائه وسته وعشرين من الهجره. 

فعمد الخليفة الجديد إلى عزل الأمير يوسف من ولايته، وولى مكانه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ولم تذكر المصادر عن حياة يوسف بعد الإمارة شيئاً، خاصة وأن الدولة الأموية انتهت بعد عدة سنوات من عزله، وأما عن محمد إبن يوسف الثقفى، فقد تزوجت ابنته أم الحجاج من يزيد بن عبد الملك، وأنجبت ابنه الوليد الذي تولى الخلافة في وقت لاحق، ويزيد هو يزيد بن عبد الملك الأموي القرشي ويلقب يزيد الثاني وهو ولد سنه واحد وسبعين من الهجره، وقد ولي الخلافة بدمشق بعد عمر بن عبد العزيز سنة مائه وواحد من الهجره، وهو ابن تسع وعشرين سنة في قول هشام بن محمد بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك.

وكان يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي، هو إبن أخي الحجاج بن يوسف، وكان خال الوليد بن يزيد، فلما أفضى الأمر إليه ولاه مكة، والمدينة والطائف سنة مائه وخمس وعشرين من الهجره، وحج بالناس في هذه السنة، وقد قال خليفة: كتب الوليد إلى إبراهيم بن هشام بن إسماعيل، وهو والي مكة لهشام بن عبد الملك، فقدم عليه، واستخلف على المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فعزله الوليد، وجمعها ليوسف بن محمد بن يوسف مع مكة والطائف حتى قتل الوليد، وقال يعقوب بن سفين: فلما ثارت الفتنة، وبايع أهل الآفاق ليزيد بن الوليد نزع يوسف بن محمد عن المدينة، فاستعمل عليها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وقد قيل: افتعل كتاباً فولي المدينة، وقد توفي محمد بن يوسف الثقفى سنة تسعين من الهجره.


google-playkhamsatmostaqltradent