recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

شلل الفرح

الصفحة الرئيسية

 شلل الفرح




بقلم:ايمن حسين السعيد

لوقلت لك إن أعواماً

حافلةً بفجأة المآسي

ستأتي دوارةً

تطل بالمراثي أيامها

وتترجم وجوهنا 

لعلاماتٍ من الإستفهام الغامضة

و التعجب في الترقب

لظهور هلال فرح لا يلوح

في سماء الوقت والزمن

سندرك سويةً

أن فحوى وماهية خلقنا

وجودنا هو للإبتلاء

وأن أخشاب صلبنا

ممتدةً إلى مالا نهاية

على أرض الأنبياء

وأننا لا نملك في هذي الحياة

أي أي ذرة من مثقال قرار

ولا الليل ولا النهار

وليس إلا زفير الحمد لله

وشهيق الشكر والثناء

ذلك إذا لم يغير الله

ما خطه لنا في القدر المقدور

وأنزل المعجزات

وأحصى عديد عديد الأفراح

في إمامنا المبين

أو يتركنا هكذا للإستواء

وللعثور على اليقين

بنضوج ثمار صبرنا

أو الحظ العظيم يصيبنا

فمن دمع النازح الجائع

والبائس الفقير

والأسير المغيب

وآباء وأمهات الشهداء

و شلل الفرح في أيامنا

لا فسحة فيما بينا من توق

قلت لك أمس

إن ثمار بلوط جبل الزاوية

يَسَّاقط بلون شفتيك

من كلمات

وأن عينيك تقول : سأكون لك

ولكن القدر يتمهل في المجيء

غير آبه بسكاكين وقتي

وأنك حميمية لحظات روحي

النافرة بالنزَقِ والتمَرُد

فحيرتِ عيناي

في رسم تفاصيل صورتك

فما تستقر عيناك على لون

ولا مداد لحرفي 

ولا توقيع نهائياً لقصيدتي

فأنت نزوحي وارتحالي

في عينين دامعتين

والدمع هو الثابت اللون فيهما

وأنت اندهاشي 

في هذي البسيطة

بغموض الأقدار

التي تتالى فجائعها

لكل غالٍ لنا وجار

وابن وعزيز

فالوطن الذي تنشدين

لن يغني لك أبداً

فقد أضحى بلا منشدين

وما فيه سوى 

ملهاة التكاثر

من تناسل عذاباتنا

وهو الواقع والحقيقة

وهو في الوقت

أفبعد كل هذا!؟

وقد كنت علامة رضاك

فماذا تنتظرين!؟

ولما لا تُرخين جناحيك

وتكوني عصفورة العفوية

فما بقي في وطن المصائب

من مآسي وعجائب 

من غرابة أكثر

افتبقين في الوقت!؟

مشلولة الحركة والدهشة

وأنت في إيماء الرضا

ذلك والله أدنى للمقصلة

هناك أنت 

وهنا أنا

و كل يدور في فلكه

وأنا الشمالي 

و في جنوبٍ جنوني

كيف يغدو الوطن منفىً!؟

والحياة فيه جلد سياط

وباحة صدري 

شاسعة بالهموم 

ما بين الأرض والسموات 

وأكثر من جهة وأكثر من فضاء

فمتى ساعة الصفر

تعلن دوران عقاربها

باتجاهِ التلاقي

وأقدح شرارة الفرح والإنتصار

فقد ازدحم الإنتظار 

فقد ازدحم الإنتظار

فمغما نيرانه

ستنفجر بركاناً 

باتجاه آفاق السماء

لتحيلني رماداً 

أبداً في انطفاء.


شلل الفرح


google-playkhamsatmostaqltradent