القِطّ العاشِقُ
بقلم:حمدان حمّودة الوصيّف
لِـي مُشْكِلٌ في البَيْـت يَا إخْوَانِي
قِطِّـِي أحَبَّ قُطَـيْـطَةَ الجِـيـرَانِ
سَلَبَتْ فُـؤَادَهُ بالجَمَالِ وبِاللَّمَى
وبِفَـرْوِهَـا وبِسِـحْرِهَا الفَتـَّـانِ
ولَهَا عُـيُونٌ أفْـقَـدَتْهُ صَـوَابَـهُ
فَـغَدَا كَـأنَّهُ قَدْ أُصِيبَ بِـ"جَانِ"
طُولَ النَّـهَارِ عَلَى الجِـدَارِ مُمَدَّدٌ
ويَــمُـوءُ في ذُلٍّ وفي إذْعَـــانِ
لـمْ يَبْقَ للسِّلوَانِ صَبْرٌ نَـافِعٌ
أوْ لِلوِصَالِ وَسِيـلَةٌ ويَــدَانِ
حَبَسُوا حَبِيـبَتَـهُ فَجُـنَّ جُنُونُه
وشَـكا إلـَيَّ بِحِـرْقَـةٍ و هَـوَانِ
فَطَلبْتُ مِنْـهُمْ أنْ يَتِـمَّ زَوَاجُهُ
فَأَبَوْا، وتلك سَجِيَّـةُ "الجِدْعَانِ"
رَفَضُوا، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِن "نَوْعِيَّةٍ"
مَعْـرُوفَةٍ في غَـابِرِ الأزْمَــــانِ
فَعَذَلْتُـهُ وعَذَرْتُهُـمْ في رَأْيِهِمْ
ونَصَحْـتُهُ بالصَّبْرِ والسُّلْوَانِ
حَتَّـى إذا كَانَ مَسَاءٌ غَـائِمٌ
فَـرَّا مَعًـا لا شَكَّ لِلْعُمْـرَانِ
فَتَـهَـدَّدُوا وَتَوَعّـدُوه بِنِقْمَةٍ
رَفَضُوا فَصَارُوا "مُضْغَةَ" الجِيرَانِ
حَرَصُوا كَحِرْصِ الجَاهِلِينَ، وفَاتَهُمْ
أنّ الـــمَحَبَّـةَ لا تُـخِيــفُ العَـانِي.