recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إنعدام الأخلاق " جزء 6"





 

 إنعدام الأخلاق " جزء 6"



 

كتب-محمـــد الدكـــرورى
























ونكمل الجزء السادس مع إنعدام الأخلاق، وقد أثنى الشرع على الأخلاق جميعها وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم" وقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، وذلك لأهميتها للفرد والأسرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " رواه أحمد، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال" لما بلغ أبا ذر الغفارى مبعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال لأخيه" اركب إلى هذا الوادي.


























فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبى يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق " رواه البخاري، وأما عن أخلاقه العامة فقد قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "خياركم أحاسنكم أخلاقا" رواه الترمذي، وقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " إن من أحبّكم إليّ أحسنكم أخلاقا" رواه البخاري، ولقد جعل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته النبوية أخلاقية، حيث قال إنما بعثت لأتمم عليكم مكارم الأخلاق، وهذا يدل على أهمية الأخلاق الحميدة، بالرغم من أنه ليس أهم شيء بُعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أجله.




























فالعقيدة أهم منه، والعبادة أهم منه، ولكن هذا أسلوب نبوي لبيان أهمية الشيء، وإن كان غيره أهم منه، ولم يعدّ الإسلام الأخلاق الحميدة مجرد سلوكات يجب أن يتصف بها الفرد، بل اعتبره عبادة يؤجر عليها الإنسان، ومجالا للتنافس بين العباد، فقد جعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أساس الخيرة والتفاضل يوم القيامة، حيث تعد الأخلاق الحميدة من أساسيات بقاء الأمم، فالأخلاق هي المؤشر على استمرار أي أمة أو انهيارها، فالأمة التي تنهار أخلاقها يوشك أن ينهار كيانها، كما قال الشاعر احمد شوقي وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا، وتعد الأخلاق الحميدة من أجمل الجمالين، فالجمال ينقسم إلى نوعين.



























حسن والذي يتمثل في الشكل والهيئة والزينة والجاه والمنصب، والنوع الثاني جمال معنوي، يتمثل في النفس والسلوك والذكاء والفطنة والعلم والأدب، فقد قيل أنه ليس الجمال بأثواب تزيِننا إن الجمال جمال العلم والأدب، فإن حسن الخلق يعد سببا لصلاح المجتمع وسعادته، بل هو من أهم عوامل قوة الأمة ورفعتها، كما أن انتشار الأخلاق الذميمة فى مجتمع ما سبب لفساده وانهياره، والباحثون يعدون العامل الأخلاقي عامل نمو وحفاظ على الحضارات، وإن في كيفية اكتساب الأخلاق الحميدة هو التقرب من الله سبحانه وتعالى حيث يعد الإيمان والتقرب من الله تعالى منبعا للأخلاق الحميدة وتزكية للنفس وتهذيبا للسلوك، وكذلك مجالسة أصحاب الخلق الحسن.


























حيث إن أكثر الأمور تأثيرا على الأشخاص خاصة في الناحية الخلقية، مجالسة ومصاحبة الأشخاص، حيث لهم دور كبير في التأثير على شخصية الإنسان، لذلك قيل "عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى" وأيضا محاسبة النفس، فالنفس أساسا خلقت أمارة بالسوء، فمن الواجب معاتبة النفس وإصلاحها إلى الأفضل دائما، فالنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع، وإن تفطمه ينفطم، وأيضا قراءة سير السلف الصالح، فإنها من الأسباب المعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة، فالحديث عن العلماء ومحاسنهم فيه آدابهم وأخلاقهم، وقد اتفق علماء النفس والتربية على أن القصص والأخبار والسير من أقوى عوامل التربية السليمة للنفس.














إنعدام الأخلاق " جزء 6"


google-playkhamsatmostaqltradent