لميس الحديدي: مصر حامية القضية الفلسطينية وستبقى حصنًا منيعًا أمام محاولات التصفية
علّقت الإعلامية لميس الحديدي خلال برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على شاشة ON على التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطته المزعومة بشأن قطاع غزة. ووصفت تصريحاته بأنها محاولة جديدة لإعادة طرح صفقة القرن، ولكن بوجه مختلف يحمل صبغة أكثر وضوحًا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، في انتهاك صارخ للحقوق الوطنية الفلسطينية والشرعية الدولية.
بدأت الحديدي حديثها بتوضيح السياق الذي جاءت فيه تصريحات ترامب، مشيرة إلى أنها صدرت خلال رحلة على متن طائرة رئاسية، حيث تحدث الرئيس الأمريكي عن رغبته في نقل سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن مليون ونصف مليون نسمة، إلى مصر والأردن. وأضافت الحديدي أن ترامب وصف قطاع غزة بأنه منطقة مدمرة تحتاج إلى إعادة بناء خارج حدودها، ملمحًا إلى أن هذا "النقل" قد يكون دائمًا وليس مجرد إجراء مؤقت.
وقالت الحديدي: "ترامب واضح في أهدافه. لا يكترث بالقوانين الدولية ولا بمفاهيم العدالة أو الحق والباطل. كل ما يشغله هو ضمان أمن إسرائيل والتخلص من القضية الفلسطينية نهائيًا، حتى لو كان ذلك يعني تهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى مشروع اقتصادي ضخم على شواطئ المتوسط".
وأشارت الحديدي إلى أن مثل هذه التصريحات ليست مفاجئة تمامًا، بل كانت متوقعة من إدارة ترامب التي طالما وضعت القضية الفلسطينية في مرتبة ثانوية أمام المصالح الإسرائيلية. لكنها شددت على أن الموقف المصري واضح وثابت تجاه هذه المحاولات. "مصر قيادةً وشعبًا لن تقبل بتهجير الفلسطينيين، ولن تكون طرفًا في تصفية القضية الفلسطينية. الرئيس السيسي أكد في أكثر من مناسبة أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأكدت الحديدي أن المحاولات الأمريكية السابقة، سواء خلال ولاية ترامب أو حتى في عهد إدارة بايدن، لم تتمكن من تغيير الموقف المصري أو الأردني الرافض تمامًا لأي حلول تُفرض على حساب الشعب الفلسطيني.
وفي سياق حديثها، استعرضت الحديدي مشاهد مأساوية من غزة، حيث أظهرت اللقطات آلاف النازحين وهم ينتظرون العودة إلى ديارهم شمال القطاع. وعلقت قائلة: *"هذا المشهد وحده كافٍ لدحض أي أفكار عن التهجير. الفلسطينيون لن يكرروا ما حدث في 1948، ولن يقبلوا بالتخلي عن حقهم في العودة إلى أرضهم، حتى لو كانت أنقاضًا."*
وأوضحت الحديدي أن محاولات ترامب لإعادة طرح فكرة التهجير تأتي وسط ظروف إنسانية صعبة يعيشها الفلسطينيون، الذين فقدوا أكثر من 50 ألفًا من أبنائهم خلال 15 شهرًا من القصف والدمار الذي أتى على معظم منازل القطاع.
وختمت لميس الحديدي حديثها بتأكيد أن مصر ستظل الحامية للقضية الفلسطينية، قائلة: *"مصر دفعت أثمانًا باهظة دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وخاضت حروبًا من أجلها. لن تكون أبدًا معولًا لهدم القضية أو طرفًا في مخططات التصفية. هذا موقف ثابت لن يتغير مهما كانت الضغوط أو المغريات."*
وأكدت أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حقوق الفلسطينيين كاملةً، وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. "مصر لن تكون إلا حامية للحق الفلسطيني، وستظل درعًا منيعًا في مواجهة أي محاولات لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية".
