recent
أخبار ساخنة

ميلاد طه.. ميلاد أمة BDF

 

ميلاد طه.. ميلاد أمة BDF

ميلاد طه.. ميلاد أمة BDF


بقلم: رضا حليمة

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

خمسة عشر قرناً من الزمان مرت على ميلاد أعظم شخصية عرفتها الدنيا (صلى الله عليه وسلم) وشهد بذلك القاصي والداني والعدو قبل الحبيب انها الشخصيه الفريدة المتفردة الذكية العبقرية الألمعية النورانية الهاشمية المحمدية شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم-

ميلاده -صلى الله عليه وسلم- يمثل ميلاد أمة وجدت من العدم .

أمة كانت تعيش في ظلام الجهل فأنقذها الله بهذا النور -نور النبي صلى الله عليه وسلم -

أمة كانت متفرقة ضائعة تائهة فجمع الله شملها ووحد صفها وأبان طريقها عن طريق ميلاد هذا النبي العظيم -صلى الله عليه وسلم-

في ذكرى ميلاده -صلى الله عليه وسلم- نشكوا إليه بثنا وحزننا وألمنا على ما يحدث في أمته من ضعف وهوان وتفرق وتشتت...

 نشكوا إليه أننا تخلينا عن الكثير من أخلاقه وصفاته التي أحوج ما نكون إليها الآن ..

في ذكرى ميلاده يلقي الضوء على جانب من صفاته وأخلاقه التي تضيء لنا الطريق وتهدينا الى أقوم السبل .. وكل أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- كريمة وكل صفاته جليلة وصدق القائل :

بلغ العلا بكماله

كشف الدجي بجماله

عظمت جميع خصاله

صلوا عليه وآله

ومن أبرز صفاته -صلى الله عليه وسلم- (الحلم) في مجتمع ساد فيه الجهل والظلم.. وكثر فيه السفهاء والحمقى.. فكان بحلمه قبل علمه -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى ربه -وما اشبه الليله بالبارحه- ففي مجتمعاتنا المعاصرة وبيننا يعيش الكثير من الجهلاء والسفهاء يتطلقون الكلمات والشائعات والفتن والمؤامرات ويستهئزون بكل القيم والمثل ويريدون من المجتمع أن يدخل في جدال عميق لا طائل من ورائه ولا جدوى منه ""واذا غضب الله على قوم منعهم العمل ورزقهم الجدل""

أننا في أمس الحاجة إلى الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم-

 امتثالا لقول الله عز وجل ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )

في جانب الحلم على سبيل المثال فالناس في أشد الحاجة إلى من  يعاملهم بالرفق واللين والحلم والأناة لا من يعنفهم ويقسو عليهم ويشدد ولا يسدد ويقسو ولا يرحم.

 إن صفة الحلم تمثل النسمة الباردة الهادئة في الجو شديد الحرارة واللهب التي تأخذ بيد الإنسان إلى عظمة هذا الدين وإلى جمال هذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم -ونضرب بالامثله على حلمه مع القريب والبعيد والعدو والحبيب ..

والحلم :هو ضبط النفس عند فوران الغضب وجموحها عند الهيجان ويحتاج معه إلى صبر كبير وعفو أكبر..

ونبينا- صلى الله عليه وسلم- صح عنه أنه لم ينتقم لنفسه قط إلا إذا انتهكت حرمات الله ولنرى جانبا من حلمه ﷺ

* مع الأعرابي الجاذب لثوبه.

* لك أن تتصور أن يدخل عليه أعرابي وهو جالس في وسط أصحابه ويجذبه من ثوبه جذبة شديدة ظهرت آثارها عليه ﷺ وهو يقول -أي الأعرابي-: انكم يا بني عبد المطلب قوم مطل تمالطون في أداء ما عليكم من ديون...وفي رواية أخرى أو واقعة شبيهه بهذه

* يقول له الأعرابي وهو يجذبه من ثوبه: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك.

* فما زاده الجهل عليه إلا حلما.. وأمر له بعطاء

* فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحلم الناس ، يتجاوز عن المسيء ، فيشرق ويضيء قلبه بالإسلام .. كما حدث مع أبي سفيان يوم جيء به إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له ـ مع شدة إيذائه له ـ : ( ويحك يا أبا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ ، قال : بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك.

* ولقد تضافرت الأخبار على اتصافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحلم ، وحسبنا ما بلغ متواترا من صبره وحلمه على الشدائد الصعبة والإيذاء من قريش ، إلى أن أظفره الله عليهم وحكَّمه فيهم ، وهم لا يشُّكون في استئصالهم والانتقام منهم ، فما زاد على أن حلم وعفا عنهم ، وقال : ( ما تقولون وما تظنون؟ ، قالوا : نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم ، فقال : أقول كما قال يوسف لإخوته : { لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }

* وصدق الله العظيم فيه

* (وانك لعلى خلق عظيم)


google-playkhamsatmostaqltradent