recent
أخبار ساخنة

أخلاقنا.. البوصلة الغائبة في عصر المادة: هل ما زالت القيم تحكم العالم؟

 

أخلاقنا.. البوصلة الغائبة في عصر المادة: هل ما زالت القيم تحكم العالم؟

أخلاقنا.. البوصلة الغائبة في عصر المادة: هل ما زالت القيم تحكم العالم؟


بقلم: السيد أنور

​في ظل التسارع الرهيب الذي يشهده العالم المعاصر، والتحولات الرقمية التي جعلت الكرة الأرضية "شاشة صغيرة"، يبرز تساؤل جوهري يطرح نفسه على طاولة النقاش المجتمعي: أين تقف الأخلاق في سباق المصالح؟

وهل ما زالت القيم الإنسانية هي المعيار الحقيقي لتقدم الأمم، أم أنها تحولت إلى مجرد شعارات تُرفع في المناسبات؟

​الأخلاق ليست مجرد "اتيكيت" أو تصرفات مهذبة عابرة، بل هي النظام التشغيلي الذي يضمن استقرار المجتمعات.

يرى علماء الاجتماع أن انهيار الحضارات لم يكن يوماً بسبب نقص الموارد المادية فحسب، بل كان دائماً مسبوقاً بـ "تآكل أخلاقي" يفكك الروابط الأسرية والمهنية.

​لقد فرض العالم الافتراضي تحديات جديدة؛ فالتنمر الإلكتروني، ونشر الشائعات، وانتهاك الخصوصية، أصبحت ظواهر تهدد السلم النفسي.

هنا تبرز الحاجة إلى ما يمكن تسميته بـ "المواطنة الرقمية"، وهي استحضار الضمير خلف الشاشات تماماً كما نستحضره في الشارع والبيت.

​لا يمكننا الحديث عن الأخلاق دون التطرق إلى دور المؤسسات:

​الأسرة: هي الحاضنة الأولى، حيث تُزرع بذور الأمانة والصدق.

​المدرسة: ليست مكاناً لتلقين العلوم فقط، بل هي "مصنع للقيم" يصقل شخصية الطفل.

​الإعلام: يحمل المسؤولية الأكبر في تصدير النماذج الإيجابية بدلاً من تلميع "التفاهة" التي تضرب القيم في مقتل.

​إن الأخلاق ليست قيداً على الحرية، بل هي الضمانة الوحيدة لممارستها بشكل صحيح.

إن الاستثمار في الأخلاق هو استثمار طويل الأمد في أمن واستقرار وازدهار الوطن.

وكما قال الشاعر أحمد شوقي:

​"وإنمـا الأمـم الأخلاق مـا بقيـت .. فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا"


google-playkhamsatmostaqltradent