د. فايزة خطاب تكتب: المرأة المصرية ودورها في صناعة المستقبل والمعرفة
دكتوراة التاريخ الحديث والمعاصر والعلاقات الدولية – جامعة عين شمس
تمثل المرأة المصرية حجر الزاوية في التاريخ المصري، فهي ليست مجرد عنصر مشارك في المجتمع، بل قوة فاعلة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص. تاريخ مصر يشهد على دورها المتميز في مختلف المجالات، من التعليم والبحث العلمي إلى الاقتصاد والقيادة، مما يجعل تمكينها أولوية وطنية لضمان مستقبل مزدهر ومستدام. فتمكين المرأة ومعرفتها ومهاراتها يخلق مجتمعًا أكثر توازنًا وإبداعًا، ويعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات المعاصرة وتحقيق التنمية الشاملة.
تتمتع المرأة المصرية بالقدرة على التكيف واكتساب المعرفة والمهارات الحديثة، ما يجعلها شريكًا أساسيًا في مسيرة التنمية الوطنية. فهي تلعب دورًا فاعلًا في مواقع القيادة وصنع القرار، سواء في الوزارات، أو المجالس التشريعية، أو المؤسسات الأكاديمية والبحثية، حيث يسهم وجودها في إثراء السياسات العامة بأفكار مبتكرة وحلول عملية للتحديات المعاصرة. كما تُعد المرأة المصرية رمزًا للإصرار على مواجهة الصعاب وتحقيق الإنجازات، وهو ما يعكس التزامها بدفع مسيرة الدولة نحو التقدم والازدهار.
وتلعب المرأة المصرية دورًا محورياً في البحث العلمي وريادة الأعمال، حيث يسهم حضورها في المختبرات ومراكز البحث وبيئات الابتكار في تطوير المعرفة وحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وتعمل الجامعات المصرية ومراكز البحث العلمي على توفير الفرص التدريبية وبرامج التطوير المهني، مما يمكن المرأة من المنافسة في المجالات العلمية والتكنولوجية، وإثراء الاقتصاد المعرفي للبلاد، وتحقيق التميز والابتكار على المستويين المحلي والدولي.
وقد أولت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة، عبر برامج التدريب والمنح التعليمية، ودعم المشروعات الاقتصادية، وتوفير فرص الالتحاق بمواقع القيادة وصناعة القرار. ويكتمل هذا الدعم من خلال المؤسسات الوطنية مثل الجامعات، ومراكز الفكر، والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، التي توفر بيئة متكاملة تحفز المرأة على تطوير مهاراتها، والاطلاع المستمر، والمشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية وصناعة مستقبل معرفي مستدام.
المرأة المصرية اليوم تقف على أعتاب مرحلة تاريخية من التمكين والريادة، فهي تمتلك القدرة على الابتكار وصنع القرار وتحقيق إنجازات غير مسبوقة. ومع استمرار دعم الدولة وتعزيز دور الجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الوطنية، ستظل المرأة المصرية قوة حيوية في قيادة مسيرة التنمية المستدامة، والمساهمة الفاعلة في البحث العلمي وصناعة المعرفة، لتكون شريكًا أساسيًا في مستقبل مصر المزدهر والمشرق، وقدوة للأجيال القادمة في الطموح والاجتهاد والتميز.
