ليه بنمرض أكتر رغم إن الطب تطور؟
بقلم: مني الحديدي
في زمن يتقدم فيه الطب كل يوم وتتطور الأجهزة وتتحسن الأدوية يتردد سؤال محير
لماذا نصبح أكثر مرضا كلما تقدّمت وسائل العلاج؟
الإجابة ببساطة أن المرض لم يعد يبدأ في المستشفى بل يبدأ في تفاصيل يومنا
في طبق الطعام وساعات جلوسنا وطريقة تفكيرنا وإيقاع حياتنا السريع.
إعلم جيدا أن صحتك مش في الصيدلية صحتك في يومك
الأكل السريع نعم هو راحة لحظية ولكن يعود عليك بمرض طويل
تحول الطعام السريع إلى أسلوب حياة نأكله لأن الوقت ضيق أو لأن الطهي مرهق لكنه مع الوقت يرهق القلب ويرفع الدهون والسكر ويضعف المناعة.
الدواء الذي نتناوله يعالج النتائج لكن العادات التي تعودنا عليها هي التي تصنع المرض
عندما لاتتحرك الأجساد فكيف تتعافى؟
ساعات الجلوس الطويلة قتلت الحركة التي خلق الإنسان عليها.
نصف ساعة مشي يوميا قد تقي من أمراض يصرف الناس عليها آلاف الجنيهات لاحقا لكننا نؤجل أبسط خطوة حتى ندفع ثمن التأجيل مضاعفًا.
وماذا عن التوتر الذي يؤدي الي المرض ولا يكشفه التحليل؟
الضغط النفسي يسرق منا صحتنا دون أن نشعر
يضرب القلب يضعف المناعة يعطّل النوم ويزيد الوزن
لا يمكن لجسد منهك أن يشفى بينما صاحبه يعيش في زحام توتر لا يهدأ.
هل تعلم ان النوم أرخص دواء وأقواه؟
النوم ليس رفاهية ولا كسلا بل هو إعادة تشغيل للجسم
قلّته تربك الهرمونات وتقلل التركيز وتزيد الشهية وترفع الضغط.
ومع ذلك يبقى آخر ما نهتم به
والفحص المبكر الدوري يعتبر علاج قبل المرض
لأن أمراض كثيرة يمكن منعها أو السيطرة عليها بسهولة إذا اكتشفت في الوقت المناسب
ثقافة (لما أتعب أروح للدكتور) لم تعد تجدي في عصر تنتشر فيه الأمراض الصامتة بلا أعراض واضحة.
ومن هنا لابد ان تعلم ان
صحتك قرار يومي لا يكتبه لك الطبيب بل تكتبه عاداتك
قبل أن نبحث عن دواء فلنجرب أن نغيّر ما يرهق أجسادنا
فأحيانا أقوى علاج هو أسلوب حياة جديد.