recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

وليالٍ عشر " الجزء الأول" إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 وليالٍ عشر " الجزء الأول"

وليالٍ عشر " الجزء الأول"  إعداد / محمـــد الدكـــرورى



إعداد / محمـــد الدكـــرورى


إن من فضل الله تعالي على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل لهم مواسم للطاعات تتضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ويغفر فيها كثير من المعاصي والسيئات، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات وتعرض لهذه النفحات، ومن هذه النفحات العشر الأوائل من ذي الحجة، فعن ابن عباس رضى الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر، قالوا يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" لهذا حثنا صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه النفحات حيث قال "اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم. 


فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، فاسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمّن روعاتكم" رواه ابن أبي الدنيا والطبراني، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم "إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا" رواه الطبراني، ولو نظرنا إلى أعمار الأمم السابقة لوجدنا أنهم كانوا يعيشون المئات بل الآلاف من السنين ، فهذا نبى الله نوح عليه السلام لبث في قومه تسعمائة وخمسون سنة، فكانت مدة بعثة نبى الله نوح عليه السلام ألف إلا خمسين سنة، وعاش قبل البعثة فترة وبعد الطوفان فترة، يعني أكثر من ألف عام، فلو قارنت عمرك وحسبت صلاتك وصومك وزكاتك وجميع أعمالك في عمرك الذي يتراوح بين الستين والسبعين. 


كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك" فكم تكون أعمالك بين هذه الأعمار المديدة؟ وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، وعرضه سبعة أذرع، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن" فالله زاد الأمم الماضية بسطة في الجسم والعمر، وما زال الخلق يقصر طولا وعرضا وعمرا حتى الآن، لذلك خص الله عز وجل هذه الأمة بنفحات تتمثل في أوقات قليلة تشمل فضائل ورحمات غزيرة حتى تلحق هذه الأمة غيرها من الأمم. 


في الأجر والفضل والثواب، ومنها كثرة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجيرا فقال من يعمل لي غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل أجراً؟ قال هل نقصتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا، قال ذلك فضلي أوتيه من أشاء" فمضاعفة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، خصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. 


وأيضا أن ليلة القدر تعدل ألف شهر، فقد قال ابن كثير في تفسيره عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، قال فعجب المسلمون من ذلك، قال فأنزل الله عز وجل " إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر" وهى التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر، فليلة واحدة خير من عبادة ثلاثة وثمانون سنة من الأمم الماضية، فما بالك لو صادفتك ليلة القدر عشرين سنة مثلا، وأيضا صلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة، فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.

google-playkhamsatmostaqltradent