recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

وليالٍ عشر " الجزء الثانى" إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 وليالٍ عشر " الجزء الثانى"

وليالٍ عشر " الجزء الثانى"  إعداد / محمـــد الدكـــرورى



إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثانى مع وليالٍ عشر، وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة" رواه أحمد وابن ماجه، فإن صلاة واحدة تعدل مائة ألف صلاة، ولو قسّمنا مائة ألف صلاة على خمس صلوات في اليوم، ثم السنين لخرج الناتج خمسة وخمسون سنة وستة أشهر وعشرون يوما، وهذه صلاة واحدة فما بالك لو صليت شهرا أو شهرين في المسجد الحرام؟ وأيضا من الفضل والثواب هو سبق أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميع الأمم السابقة يوم القيامة، ولا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستسبق الأمم السابقة يوم القيامة. 


كما بشرنا نبينا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا" رواه البخاى، فمع أن اليهود والنصارى قبلنا في الدنيا إلا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قبلهم وسابقة لهم في البعث والحساب ودخول الجنة كما صرحت بذلك رواية الإمام مسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم "نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق، ونحن أول من يدخل الجنة" وأما عن فضل عشر ذي الحجة، فإنه لماذا خصّت أيام العشر بالفضل وأنها أفضل أيام الدنيا؟ ولقد ذكر العلماء عدة أسباب وفضائل. 


وهى تتمثل فى أن الله تعالى أقسم بها وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، فقال تعالى "والفجر وليال عشر" والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين، ولأنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، فقال تعالى فى سورة الحج "ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات التي يستحب فيها الإكثار من ذكر الله تعالى هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهما وقال صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " رواه أحمد. 


فأمر صلى الله عليه وسلم فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير، وكان سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا، وأيضا من الفضل والثواب هو شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بأنها أفضل أيام الدنيا، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" أفضل أيام الدنيا أيام العشر" 


ويعني عشر ذي الحجة، قيل ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب" رواه البزار وابن حبان، وقال صلى الله عليه وسلم "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" ولذلك فإن العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالي منه في بقية العام، وقال ابن كثير وبالجملة فهذه العشر أفضل أيام السنة كما نطق به الحديث، وفضلها كثير على عشر رمضان الأخيرة لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه، وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أيهما أفضل عشر ذى الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟ فأجاب أيام العشر من ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان.

google-playkhamsatmostaqltradent